ميلانو الإيطالية تشهد أشد الأيام حرارة منذ عام 1763

ميلانو الإيطالية تشهد أشد الأيام حرارة منذ عام 1763

سجلت مدينة ميلانو الإيطالية ارتفاعا قياسيا جديدا في متوسط درجات الحرارة اليومية عند 33 درجة مئوية، يوم الأربعاء الماضي، مع وصول موجة الحر التي بدأت في منتصف أغسطس تقريبا إلى ذروتها.

وقالت الوكالة الإقليمية لحماية البيئة، الجمعة، إن ميلانو شهدت أكثر الأيام حرارة منذ بدأت محطة ميلانو بريرا للأرصاد الجوية تسجيل درجات الحرارة في 1763، وفق وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وجاء في البيان أن يومي 23 و24 أغسطس كانا أكثر الأيام حرارة خلال الصيف الحالي في أنحاء منطقة لومباردي المحيطة بميلانو، إذ شهدت عدة بلدات تسجيل درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية.

وأضاف أن جبال الألب الإيطالية شهدت أيضا درجات حرارة "قائظة غير معتادة".

وقالت الوكالة إن موجة الحر على وشك الانتهاء إلا أن ذلك سيفتح الباب أمام هبوب العواصف الرعدية والانخفاض الحاد في درجات الحرارة بين 10 و15 درجة مئوية مطلع الأسبوع المقبل.

وسجلت العاصمة الإيطالية روما درجات حرارة غير مسبوقة عند 41.8 درجة مئوية في يوليو شأنها شأن كثير من المناطق في جنوب أوروبا هذا الصيف، ما أسفر عن اندلاع حرائق غابات، ودفع الحكومات إلى إصدار تحذيرات صحية، وتعطيل إجازات العديد من السياح.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا (مرعب)، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية